أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا من أن الدخان والأبخرة التي تطلقها عوادم ماكينات الديزل (المازوت) سبب رئيسي للإصابة بسرطان الرئة خصوصا وعامل مساعد في الإصابة بسرطان المثانة . وإضافة الى هذا فهي، على حد قولها، لا تقل خطورة عن مواد مثل الزرنيخ وغاز الخردل والأسبيستوس (الحرير الصخري). التحذير أصدرته «الوكالة الدولية لأبحاث السرطان» التابعة لمنظمة الصحة والتي تتخذ من فرنسا مقرا لها. وأتى هذا بعد إعادة تصنيفها لأبخرة الديزل من فئة «مادة يمكن أن تسبب السرطان» الى «مادة مسببة له». وهي أنباء، كما يقول الخبراء، سيئة بشكل خاص في هذا الزمن الاقتصادي الصعب الذي تقول فيه شركات تصنيع وسائل النقل والمواصلات إنها قطعت مشوارا طويلا في تنقية الديزل من آثاره الجانبية الضارة.

ونقلت الصحافة البريطانية عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أن علماءها «أجمعوا» على التصنيف الجديد بعد أدلة علمية دامغة عثروا عليها وبعد اجتماعات ومناقشات مطولة دامت اسبوعا. وقالت إنها تهيب بالناس في سائر أنحاء العالم تقليل تعرضهم لأبخرة الديزل قدر ما أمكنهم. وقالت الوكالة إنها قررت وضع هذه الأبخرة في نفس الفئة الخطيرة التي تضم غاز الخردل والزرنيخ والاسبيستوس والكحول والتبغ. وقال كورت ستريف، مدير الوكالة، إن الخطر المترتب على استنشاقها أشبه شيء بالإفراط في التدخين السلبي. وأضاف قوله إن من المهم الآن أن تعمد سائر حكومات الدنيا الى اتخاذ الإجراءات التي تكفل الصحة العامة التي تهددها أبخرة الديزل لأنها موجودة حيثما وجدت السيارات والشاحنات والبواخر وغيرها من أشياء لا حصر لها تستخدم فيها ماكينات الديزل.

ومن جهتها قالت الكتورة ليزلي ووكر، مديرة وحدة المعلومات في وكالة أبحاث السرطان البريطانية «كانسر ريسيرتش يو كيه» إن ربط أبخرة الديزل بسرطان الرئة أقوى سبب يجبر الحكومة على التحرك الفوري لاتخاذ الإجراءات الضرورية التي تحمي – على الأقل – اولئك الذين يستنشقونها بانتظام بسبب عملهم اليومي».
وتعزيزا لبيانها الأخير، أشارت الوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية الى دراسة مهمة أكملها في مارس / اذار الماضي «المعهد الأميركي القومي لأبحاث السرطان» بعد متابعته الأحوال الصحية لدى 12300 من عمال المناجم في مختلف البقاع منذ العام 1947. وخلصت هذه الدراسة الى أن العامل المشترك بين من اصيبوا بسرطان الرئة ومن تُوفوا به هو تعرضهم أكثر من غيرهم لاستنشاق أبخرة الديزل

التصنيف: وطن